جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح الورقات
38762 مشاهدة
الأمر هل يقتضي الفور

وهل الأمر يقتضي الفور؟ في ذلك خلاف، يختار المؤلف أنه لا يقتضي الفور، الفور يعني: الاستعجال والمبادرة؛ ولكن لا شك أنه يُفَضَّلُ المبادرة، ولذلك مثل ما فرض الله الحج، فهل يكون على الفور، أو على التراخي؟ الصحيح: أنه على الفور؛ وأنه كلما تمكن فإن عليه المبادرة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- بادروا بالحج يعني: الفريضة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ذهب بعض العلماء كالشافعية- ومنهم المؤلف- إلى أنه على التراخي، يعني: الحج على التراخي، ولكن الصحيح أنه على الفور.